القائمة الرئيسية

الصفحات

أعراس عشيرة قره قوينلو التركمانية قديماً، عاداتهم وتقالديهم، هذا ما رواه عمي نواف!

 
أعراس عشيرة قره قوينلو التركمانية قديماً، عاداتهم وتقالديهم، هذا ما رواه عمي نواف!

أعراس عشيرة قره قوينلو التركمانية قديماً، عاداتهم وتقالديهم، هذا ما رواه عمي نواف! 

اتفقنا في إدارة صفحة عشيرة قره قوينلو التركمانية على الفيسبوك على نشر مقالات من عادات وتقاليد وتراث العشيرة لتوثيقها وقد ألقيت المهمة علي، وكان علي جمع معلومات عن اي موضوع من اختياري  لنبدأ به هذه السلسلة وقد اخترت عادات وتقاليد في الاعراس قديماً، وكالعادة في مثل هذه المعلومات هناك مصدر رئيسي زاخر بالمعلومات لدي، وهو عمي نواف وزوجته فقد كان مجلسهما دائماً عامر بالذكريات عن نهاية عصر الترحال في العشيرة في منتصف القرن الماضي حيث بدأت كثير من العادات والتقاليد بالاندثار،  فتوجهت في اليوم التالي لمنزله، وسألته،عمي كيف كانت أعراس العشيرة قديماً؟ أبتسم ونظر لزوجته وقال كانت افضل من اعراسكم هذه بكثير، ثم بدأ بسرد الذكريات التي وثقتها لكم في هذا المقال. 


تبدأ الإستعدادات في الصباح الباكر ليوم العرس حيث يجتمع الشبان والفتيات في منزل والد العريس، للقيام بالمهمة الأولى المسماه (دونگر اودوني) ومعناه جمع الحطب لاستخدامه في إعداد وليمة العرس، ولكن قبل الشروع بأي عمل واحتراماً من أهل العريس في حال كانت حالة حزن في احد منازل الحي يصر أصحاب العرس على أهل البيت للذهاب معهم وذلك لتخفيف الحزن عنهم ومشاركتهم  هذا الفرح، وذلك من حسن الجوار. 

ثم يشرع الشبان والفتيات بالمهمة الأولى (دونگر اودوني) فيخرج من كل بيت جمل مزين بزينة خاصة توضع له خصيصاً في هذه المناسبة، وبعد الانتهاء من جمع الحطب ومع اقترابهم من مضارب العشيرة في طريق عودتهم يركب شاب منهم يجيد عزف المزمار على أول جمل بعد وضع البساط التركماني المزين فوق الحطب ويبدأ بالعزف والغناء ومعه فتاتان في نفس الجمل و يرسلون الإشارات للحي بأقتراب وصولهم (طريق المرايا أو الرسل). 


ومع وصول القافلة إلى الحي يقوم صاحب كل منزل باستقبالهم مع عائلته أمام منزله وتعطيرهم والغناء معهم، فيقومون بالتجوال على كل بيوت العشيرة وصولاً إلى خيمة العرس ليحطوا الرحال وينزلوا الأحمال ويكملوا الاحتفال، ثم ينصرفون إلى أعمالهم ليعودوا في المساء لحفلة الحنة (قينا كيجه سي)، 

وفي المساء  تجتمع نساء وفتيات القبيلة ليقمن بتجهيز العجين لخبزه لوليمة العرس في اليوم التالي، حيث تتشارك كل فتاتين على معجن نحاسي، وأثناء العجن يقمن باطلاق الاهازيج والاغاني التركمانية التي تدل على الفرح والمباركة للعروسين، وعند الفراغ من العجن يقمنَّ بتجهيز الحنة لتبدأ الحفلة، فتقام حلقات الدبكة والرقص على انغام الطبول والمزامير والاغاني التركمانية وفي نهاية الحفل يتم تزين أيدي العروسين بالحنة، وتجتمع حفلتي العروسين في حفلة واحدة اذا كانا بجوار بعضهما، أما في حال عدم التجاور يقوم اهل العريس باخذ الحنة مع الاهل والاقارب  الى اهل العروس، وفي نهاية الحفل يتجهز أصدقاء العريس للمنافسة على استضافة العريس هذه الليلة والتكفل بحمام العريس في اليوم التالي، حيث تنشب المصارعات والسباقات في الحصول عليه ومن ينجح في ذلك يقوم باخذ العريس الى منزله ويعد له ولمن أتى معه من الضيوف وليمة عشاء،  لتقام مراسم تجهيز العريس في اليوم التالي لدى من خطفه من أصدقائه، وعلى خاطف العريس المحافظة على العريس واشيائه من السرقة لان ذلك سيعرضه لدفع ثمنها مهما كان غالياً. 


في اليوم التالي يجهز الظافر بالعريس (او خاطفه كما يدرج أن يسمى) حمام العريس ويجهز اللباس له ويعطيره بعدها تتوجه مجموعة من الجيران والأصدقاء لجلب العريس واستعادته منه بالأغاني والاهازيج والرقصات، ويحملونه لمكان خيمة العرس ليرتاح قليلاً،  وفي منتصف النهار يذهب العريس مع وجهاء العشيرة والمدعويين لمنزل والد العروس حيث تقام حفلة لفترة وجيزة لتوديع العروس من أهلها، فيقدمون لها الهدايا التي تمسى (داقنجق ) وتكون غالباً من الذهب والعملات النقدية، ومن ثم يتم زف العروسين لخيمة العرس على ظهر حصان إذا كانت المسافة قريبة وجمل إذا كانت المسافة بعيدة وفي الطريق يحاول الشباب سرقة طرحة العروس فيما يقمن البنات بحماية طرحة العروس من السرقة فإذا ظفر احد الشباب بالطرحة يحصل على هدية مقابل إعادتها وقد تكون المواجه حامية لدرجة وقوع إصابات في صفوف الشباب، 


بعد وصلول العروسين إلى خيمة العرس يتهيأ أقارب العريس وشباب العرس لإعداد مائدة الغداء للضيوف حيث يبدأ ألو الخبرة بتوزيع اللحم بشكل متساوي على المنافس، ويقمن البنات والنساء بتزيين المنسف والذي يعد الطبق الرئيسي بالإضافة إلى الشاكرية (بورانا آشي) والسلطات والخضار، وبعد الانتهاء من الإعداد يُحمل الاكل على شكل موكب مهيب من المطبخ إلى خيمة العرس، ليتم توزيعه بشكل مرتب و يتم توزيع الخبز الذي قمنَّ الفتيات بخبزه صباحاً، ويتم وضع المنسف الذي يحوي رأس الذبيحة (والتي تكون دائماً وغالباً من الغنم) أمام كبار ووجهاء المدعوين (حيث يعد ذلك تقديراً لمقام أولئك الأشخاص)، وتتميز وليمة الغداء في أعراس العشيرة  استخدام الملاعق منذ القدم، وعدم الاكل باليدين بدون ملعقة وكذالك جلوس النساء والأطفال مع الرجال في نفس الوقت على المائدة ولكن في سفرتين منفصلتين بالإضافة إلى الأطباق المرافقة للمنسف حيث يتم تقديم بورانا آشي والسلطات والخضار فيما كان يقتصر عند أقوام أخرى في بلاد الشام على المنسف فقط، وبعد الفراغ من الوليمة يتساعد الجميع في جمع الأطباق ويتساعدنّ الفتيات في غسل الأطباق وحفظ بقايا الطعام ويتم توزيعه على المدعوين، حتى لا يضيع منه شيء أو يفسد، ويتم زف العروسين إلى خيمتهم. 



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات